المقالة الرابعة فی تقسیم البرازخ و هیئاتها و ترکیباتها و بعض قواها - الفصل الثانی: فی بیان انتهاء الحرکات کلّها الی الانوار الجوهریة أو العرضیة
الفصل الثانی: فی بیان انتهاء الحرکات کلّها الی الانوار الجوهریة أو العرضیة
و لک أن تعلم انّ الحرکات کلّها سببها الأول ـ أی الأعلی النوری ـ اما نور مجرد مدبر کما للبرازخ العلویة و الانسان و غیره و اما الشعاع الموجب للحرارة المحرکة لما عندنا کما یشاهد من الأبخرة و الأدخنة.
و اعلم انّ حرکة الحجر الی أسفل لیست بمجرد طبعه ـ اذ لو کان فی حیزه الطبیعی ما تحرّک ـ بل تبتنی علی القسر و القاسر اما أن ینتهی الی نور مجرد مدبّر أو أمرٍ ما معلّل بحرارة توجبه و نزول الامطار أیضاً لهذا. فانّ ما یتلطّف من الاشیاء الیابسة عندنا و یتصاعد هو الدخان؛ و ما یتصاعد من الرطب المتلطّف هو البخار و سبب ذلک الحرارة؛ فیرجع الی النور أو الی حرکة معلّلة بنور مجرد أو عارض. ثم اذا غلب البرد علی البخار، فینحدر ماء و لیس انحداره الاّ بناء علی تحریک حرارة علی ما یشاهد فی الحمّامات من صعود قطرات بحرارة و تکاثفها ببرد و ما یتکاثف علی الجوّ من الأبخرة و یصیر سحاباً و ینحبس فیه الدخان و أراد التخلّص، تقلقل فیه عند شدّة التقاوم و المصاکة لیتخلّص یسمّی الرعد و قد ابتنی علی الحرارة و قد ینفصل الدخان ناراً و کان منه الصواعق و غیرها و الدخان اذا ضربه البرد یثقل فهبط، أو رجع لدفع مجاور الفلک الدایر لموافقته من القوابس و تحامل علی الهواء متبدّداً، کان منه الرّیاح و کان السبب الأول فی هذه الاشیاء أیضاً الحرارة و لا حرارة عندنا الاّ من شعاع النیرات أو مایقع من نیران حاصلة بقدحنا و هذا یسیر. ثمّ القدح صادر عن الانوار المتصرّفة التی لنا و حرکة المیاه الی مکانها الطبیعی و انفجارها من العیون، انّما هو لأبخرة محتقنة؛ و کذا الزلازل و سبب الأبخرة ماسبق. فلحرکات کلّها سببها النور.
و الحرکات فی البرازخ العلویة و ان کانت مُعِدّة للاشراقات، الاّ انّ الاشراق من الانوار القاهرة و المباشر للحرکة النور المدبّر، فالعلة هناک النور المجرد مع النور السانح و الحرکة أقرب الی طبیعة الحیوة و النوریة، اذ هی مستدعیة للعلّة الوجودیة النوریة بخلاف السکون فانّه عدمی، فیکیفه عدم علّة الحرکة. فالسکون لما کان عدمیاً، فهو مناسب للظلمات المیتة. فلو لا نور ـ قائم أو عارض ـ فی هذا العالم، ما وقعت حرکة أصلاً. فصارت الانوار علّة الحرکات و الحرارات و الحرکة و الحرارة کلّ منهما مظهر للنور، لا انّهما علّتاه بل تُعدان القابل لأن یحصل فیه نور من النور القاهر الفائض بجوهره علی القوابل المستعدّة مایلیق باستعدادها.
و اما النور فیوجدهما و یحصّلهما بسنخه و النور فیاض لذاته، فعّال لماهیته لا بجعل جاعلٍ و أما أشعّة الکواکب فعّلتها الکواکب و النور التّام له فی نفسه أن یکون علّة للنور الناقص و لما وجب بالمثلّث زوایاه الثلث مع کونه هیئة، لایستبعد أن یکون نور عارض یوجب نوراً عارضاً علی شرایط و الحرارة و الحرکة تستدعی احداهما صاحبتها فیما له صلاحیة القبول و النور اختلاف آثاره و تعدّدها لاختلاف القوابل و استعداداتها و بین الحرکة و النور مصاحبة فی البرازخ العلویة و صحبتهما أتّم من صحبة أحدهما مع الحرارة.
و اذا فتّشتَ الاشیاء لم تجد یؤثر فی القریب و البعید غیر النور و لما کانت المحبّة و القهر من النور و الحرکة و الحرارة أیضاً معلولاه، فصارت الحرارة لها مدخل فی النزوع و الشهوات و الغضب و یتّم جمیعها عندنا بالحرکة و صارت الاشراق أیضاً موجبة للحرکات و من شرف النار کونها أعلی حرکة و أتّم حرارة و أقرب الی طبیعة الحیوة و به یستعان فی الظلمات و هو أتّم قهراً و أشبه بالمبادئ لنوریته؛ و هو أخو «النور الاسفهبد» الانسی و بهما یتّم الخلافتان صغری و کبری. فلذلک أمر الفُرس بالتوجّه الیه فیما مضی من الزمان و الانوار کلّها واجبة التعظیم شرعاً من نورالانوار.
بازگشت حرکتها به انوار جوهری یا عرضی
به نظر شیخ اشراقی، علت اصلی همه حکمتها یا نور مجرد مدبر است، چنانکه علت حرکت برازخ علوی، انسان و حیوان چنین است و یا شعاعی از آن است که سبب حرارت اشیاء و بهدنبال آن حرکت آنها میگردد، چنانکه علت حرکت بخار و دخان چنین است.